مات لعبد الرحمن بن مهدي ابن, فجزع عليه جزعا شديداً, حتى امتنع عن الطعام والشراب, فبلغ ذلك محمد بن ادريس الشافعي, فكتب اليه:
أمــــــابــعـــد :
فعزّ نفسك بما تعزّي به غيرك, واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك. واعلم أن أمضّ المصائب فقد سرور مع حرمان أجر, فكيف اذا اجتمعا على اكتساب وزر؟ فأقول: اني معزيك لا أني على ثقة من الخلود ولكن سنة الدين فما المعزّى بباق بعد صاحبه ولا المعزّي ولو عاشا الى حين قال: فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.
الصحيح أن عيادة المريض فرض كفاية • أهل الدنيا من الأوربيون وغيرهم ممن ليس لهم هم إلا الدنيا تجدهم إذا زاروا المريض أتوه بالزهور والمناظر وما أشبه ذلك ليتعلق قلب المريض بذلك فيتسلى بها هكذا زعموا ولكن الصحيح أنك تأتيه بروائح الآخرة تذكره بالتوبة تحثه على الذكر وتقول له أنت الآن في فراغ لاشغل ولا غيره أعمره بالذكر من غير أن تشعره بقرب اجله ، أفسح له في أجله . وتقول أنت مصاب وتألم ولكن أصبر فالله يكفر عنك بهذا المرض، وكذلك تحثه إذا كان للناس عليه شيء بتأديته وكتابته .
(وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ)
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أفشو السلام ولم يقل أفشوا التحية وهذا يدل على أن تقول السلام عليكم وقد ظهر عند بعض الناس قول أحيكم بتحية أهل الجنة السلام عليكم ولا أعلم أحد من السلف عمل بهذا . فمع مرور الوقت يعشق الناس هذه الكلمة فتصبح سنة عندهم ولكن لا نتجاوز السنة النبوية قيد أنملة